للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو فى ربيع الأوّل سنة ستين وثلاث مئة. وحشد الناس من أعمال دمشق وغيرها (ص ٩٠) وأنفذ عسكرا بعد عسكر. وكان ذلك بدوّ الشتاء.

فقاسوا الناس مشقّة عظيمة من قوّة البرد وانكلاب الشتاء. ولم يزالو كذلك حتى أقبل الربيع. وقاتلوهم أهل أنطاكية أشدّ قتال، فلم يبلغوا منها أرب. وكان على الإسكندرونة عسكر للروم ذكر أنّه عسكر الطربارى. فجهّز إليهم ابن فلاح سرية فيها أربعة آلاف عليها كبير من المغاربة يقال له عراس، ومعه ابن الزيات أمير الطرسوسيّين. فساروا حتى أشرفوا على معسكر الروم. فنظروا إلى مضارب الروم فى مرجها وفيها خيم من الديباج. فتسرّعوا إلى النهب.

وكان الطبربارى أحسّ بهم فأخذ المقاتلة من عسكره وتنحّى عن السواد.

فلما دخلت المغاربة الخيام للنهب حمل عليهم الطبربارى. فانهزموا وأخذهم السيف من كل جانب. وادر ابن الزيات فأخذ عراس وصعد به الجبل فأفلت. وهلك من كان منهم فى المضيق. فكانت هذه أول خمولهم. وانكسرت قلوبهم، وبدأ أمرهم ينحلّ. وكانت الأخبار قد وردت على ابن فلاح أنّ القرامطة سائرون إلى الشام وأن ظالما المقوّى لهم. فورد عليه من ذلك مورد عظيم.