إلى ابن حيّان بيافا. فسار القوم عنها، وتوجّهوا نحو دمشق، فنزلوا بعسكرهم ظاهرها. ثم جرى بين أبى المنجّا وبين ظالم العقيلى كلام وخلاف بسبب أخذ الخراج. وكان كلّ واحد منهما يريد أخذه لنفسه، وللنفقة فى رجاله. وكان أبو المنجّا له وجاهة عند القرمطىّ، فتلقّاه إلى الرملة وعرّفه ما كان من ظالم العقيلى. فقبض عليه وحبسه، ثم ضمنه شبل بن معروف فخلّى سبيله. فهرب إلى شطّ الفرات.
ثم إنّ الحسن بن أحمد اعتدّ للعودة إلى مصر. وقد كان جوهر يكتب إلى المعزّ بكل ما جرى من القتال مع القرامطة، وأنّ الحسن ابن أحمد القرمطى قد أشرف على أخذ مصر. فقلق لذلك قلقا شديدا، وجمع من يقدر عليه وتوجّه إلى نحو مصر، وهو يظن أنّها ستخرج عن يده قبل وصوله إليها. فلم يزل يجدّ السير حتى دخلها فى سنة اثنتين وستين فى تاريخ ما يذكر.