المنشآت وأبدأ الأمّهات من هيولانا وطبعنا أنوارا وظلما، وحركة وسكونا. فكان من حكمه السابق فى علمه ما ترون (ص ١٠٠) من فلك دوّار، وكوكب سيّار، وليل ونهار، وما فى الآفاق من آثار معجزات، وأقدار باهرات، وما فى الأقطار من الآثار، وما فى النفوس من الأجناس، والصور والأنواع، من كثيف ولطيف، وموجود ومعدوم، وباطن وظاهر، ومحسوس وملموس، ودان وشاسع، وهابط وطالع.
كلّ ذلك لنا، ومن أجلنا، دلالة علينا، وإشارة إلينا، يهدى الله به من كان له لبّ سجيح، ورأى صحيح، قد سبقت له منا الحسنى، فدان بالمعنى».
ثم ذكر كلاما كثيرا واستشهد بآيات من القرآن العظيم حرّفها عن مواضعها وفسّرها بخلاف معانيها.
ثم قال: وكتابنا هذا من فسطاط مصر، وقد جئناها على قدر مقدور، ووقت مذكور، فلا نرفع قدما، ولا نضع قدما، إلاّ بعلم موضوع، وحكم مجموع، [وأجل معلوم، وأمر قد سبق، وقضاء قد تحقق. فلما دخلنا وقد] قدّر المرجفون من أهلها أنّ الرجفة تنالهم، والصعقة تحلّ بهم، تبادروا وتعادوا شاردين، وخلّوا