عن الأهل والحريم، والأموال والرسوم، وإنّا ل ({نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ})({يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ}). فلم أكشف لهم خبرا، ولا قصصت لهم أثرا، ولكنى أمرت بالنداء، وأذنت بالأمان، لكل باق ونافر، وباد وحاضر، ولكلّ منافق ومشاقق، وعاص ومارق، ومعاند ومسابق، ومن أظهر صفحته وأبدى إلىّ سوءته، فاجتمع المخالف والموافق، والمباين والمنافق، فقابلت الوفىّ بالإحسان، والمسئ بالغفران، حتى [رجع النادّ والشارد، و] تساوى الفريقان، واتفق الجمعان، وانتشرت البركات، فتكاثرت الخيرات، كلّ ذلك بقدرة ربّانيّة، وأمور برهانية.
ثم قال: وأمّا أنت أيّها الغادر الخائن، الناكث البائن، عن هدى آبائه وأجداده، المنسلخ من دين (ص ١٠١) أسلافه وأنداده، الموقد لنار الفتنة، الخارج عن الجماعة والسنّة، فلم أغفل أمرك، ولا خفى عنى خبرك، ولا استتر دونى أثرك، وإنّك منى بمنظر ومسمع، كما قال الله عز وجلّ ({إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى})