وفيها توفى القاضى النعمان. وكان يلى القضاء بالقاهرة. وولى ولده مكانه. وأبو ظفر يلى قضاء مصر بحاله.
وفيها وصل الحسن بن أحمد القرمطىّ إلى الديار المصرية بجيوش عظيمة. فنزل بعساكره عين شمس، وناشب المغاربة القتال، وانبثت سراياه فى أرض مصر، وبعث عمّالا على الصعيد فجبى جميع خراجه وضيّق على المعزّ والمغاربة ضيقة عظيمة، وداومهم القتال على خندق مدينتهم، ولزمهم حتى ألجأهم إلى خلف الصور، وعظم ذلك على المعزّ وحار فى أمره، ولم ينفعه كتابه ولا ترهيبه، ولم يجسر يخرج إليه برّا السور.
وكان ابن الجراح الطائى فى عسكر القرمطىّ. وكان قوة عسكره معه ومقدمه، فكاتبه المعزّ ورغّبه فى المال وبذل له مئة ألف دينار على أن يغلّ لهم جيشه، فأجابهم إلى ذلك.
ثم إنّ المعزّ فكّر فى المال فاستعظمه. فعملوا دنانير من نحاس وطلوها بالذهب الكثير وجعلوها فى أكياس، وجعلوا على رأس كلّ كيس منها (ص ١٠٥) دنانير يسيرة ذهب تغطّى ما تحتها، وحملوها إلى ابن الجرّاح بعد ما استوثقوا منه بالأيمان. فلما صحّ له المال عمل