للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى فلّ العسكر. فلما كان من الغد واشتدّ الحرب ولّى ابن الجراح منهزما، واتبعه أصحابه. فلما نظر ابن القرمطى إلى ذلك تحيّر ولزمه أن يقاتل وهو وأصحابه، واجتهد فى القتال حتى يخلص هو ومن معه، وانهزم وتبعوه قومه. ودخل المغاربة عسكره فظفروا بتبع وباعة نحو من ألف وخمس مئة نفر فأخدوهم أسرى وضربوا بعد ذلك أعناقهم.

وذلك فى شهر رمضان فى هذه السنة.

ثم إنّ المعزّ جرّد خلف القرمطى أبا محمود بن جعفر بن فلاح فى عشرة آلاف فارس وثقّل السير خوفا أن يرجع عليه القرمطى.

ثم نفذ أبا المنجّا فى طائفة من الجند إلى دمشق. وقد كان لما علموا المغاربة قصة ظالم وقبض القرمطى عليه حسبما تقدم فى القول من ذلك، ثم خلص ظالم وهرب إلى حصنه بحافة الفرات، واتفقت هذه الأمور، راسلوه ليسوسوا به أمرهم. فسار إلى أن وصل بعلبكّ، فبلغه هزيمة القرمطىّ. ونزل أبو المنجّا دمشق. وسار القرمطىّ يريد بلده وفى نيته المعاودة. ونزل أبو محمود أذرعات، وسار ظالم نحو دمشق، وذكر أن كان بينه وبين أبى محمود مراسلات على أن يتّفقا على أبى المنجّا. وبلغ أبا المنجّا مسير ظالم إليه، وكان فى شرذمة يسيرة، وربما أنّ الجند كانوا طالبوا لأبى المنجا برزقهم، فسوّف بهم، فحقدوا