عليه، ونزل ظالم عقبة دمّر، وراسل لأبى المنجا إنى لم آت مقاتلا، (ص ١٠٦) ولكنّى مستأمنا.
ثم إنّ جماعة من الجند خرجوا فأتوا إلى ظالم مستأمنين، وتبعهم قوم بعد قوم، فطمع ظالم فدخل دمشق، وقبض على أبى المنجّا وابنه، وانقلب العسكر إلى ظالم وملك البلد.
وذلك لعشر خلون من رمضان من هذه السنة.
ثم إنّه قبض على جماعة من أصحاب أبى المنجّا واستأصل أموالهم.
ثم إنّه طلب ابن النابلسى المقدّم ذكره أنه سلخ وصلب، وهذا ابن النابلسى يقال له أبوبكر. وهو رجل عالم فاضل من أهل الرملة كان يرى بقتال المغاربة وبغضهم أنه واجب على كل مسلم. وكان قد انهزم من مصر لمّا ملكوا المغاربة خوفا منهم، فطلبه ظالم واعتقله تقرّبا للمغاربة.
ونزل بعد ذلك أبو محمود بن جعفر بن فلاح على دمشق يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان المعظّم. فلقيه ظالم، وأنس به أبو محمود لما كان فى قلبه من خوف رجوع القرمطى.
ثم إنّ أبا محمود نزل الدكّة. فأخرج إليه أبا المنجّا وابنه وابن النابلسى. فتقرّب بذلك إلى جميع المغاربة. فعمل لكل واحد منهم قفص من خشب، وحملهم إلى مصر. فحبس أبو المنجّا وابنه