وأخذ ابن النابلسى فقالوا له: أنت قلت: لو أنّ معى عشرة أسهم لرميت تسعة فى المغاربة وواحد فى الروم؟ فاعترف بذلك. وسب المعزّ وشتم. فأمر به فسلخ وحشى جلده تبنا وصلب.
ولما نزل أبو محمد البلد <ة> اضطرب أهلها، ومدّت المغاربة أيديهم فى أخذ من يلقونه فى الطرق من الناس. ثم امتدوا إلى نهب القوافل والقرى والضّياع. وقصرت يد أبو محمود عن دفعهم، فإنّه لم يكن معه مال يعطيهم. ثم كثر النهب والأذى والقتل. ولم يزل ذلك البلاء على الناس من المغاربة إلى السابع عشر من ذى القعدة. فوقعت الحرب بين أهل (ص ١٠٧) مدينة دمشق والمغاربة، وحصلت بينهم من الوقائع والحروب ما يطول شرحه، وقتل بينهم خلق عظيم. وأحرقوا أكثر دمشق بالنار، ولم يزالوا كذلك فى أشد الحروب يقتتلون فى كل صباح إلى أن هلّت سنة أربع وستين وثلاث مئة حسبما يأتى من بقية الكلام فى ذلك.
وفيها أعاد عزّ الدولة النواح على الحسين على ما جرت به العادة.
وتوفى الإمام المطيع لله أمير المؤمنين بواسط. وردّ تابوته فى ثامن عشر المحرّم من سنة أربع وستين وثلاث مئة.
وكانت خلافته تسعا وعشرين سنة وأشهرا.
وله يوم مات ثلاث وستون سنة وأيام، واستقرّ بالخلافة الطائع لله حسبما يأتى من ذكره.