للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المسعودى (١) بإسناده عن ابن عبّاس أنّه قال: إنّ الجنّ وإنّ الكلاب من الجنّ فإذا رأوكم تأكلون فالقوا إليهم فإنّ لهم أنفسا يعنى أنّهم يأخذون بالعين.

ومن تأريخ جدع بن سنان (٢) أنّ رجلا من حمير كان بسوق عكاظ مع جماعة من قومه وغيرهم، قال: فوقف عليهم راكبا على جمل قدر (٢٢٨) شاة وهو عليها كالطود العظيم فأنشد:

ألا من يهبنى ثمانين بكرة هجانا ... سود عيونها مغبرة الألوانا

يكن له بها إلينا امتنانا ... نجيبة فى ضيقه إذا دعانا

قال: فلم يجبه أحدا فضرب جمله فطار به مثل البرق الخاطف حتى دهش وحار كلّ من حضر، قال: فقال رجل من فزارة كان حاضرا: ألا أحدّثكم أهل ذا النادى بشئ رأيته بعينى وسمعته بأدنى؟ فقالوا: بلى والله! فقال: لقيت رجلا فى بعض المعابر راكبا على نعامة وعيناه مشقوقتان طولا فى أم رأسه تتّقد كالجمر فراعنى والله! فاستوقفنى وقال: ألا أنشدك شيئا من شعرى؟ فقلت:

بلى والله! فأنشد:

أباركه تذللها قطامى ... قطنا بالتحية والسلام

قال: حتى أتى على آخرها، فقلت: هيهات سبقك إليها أخو بنو ذبيان فقال: أبالله أنا والله نطقت بها على لسانه بسوق عكاظ وقلتها قبله بأربعمائة سنة، ثم تركنى وطار على نعامته.


(١) أخبار الزمان ١٤، -٤
(٢) أخبار الزمان ١٤، -١