فراسلهم الدمستق: إنى لا أحبّ خراب بلدكم، ولا أريد قتالكم، وإنّما أريد أن تسلّموا إلىّ هذا الخادم ومن معه، وأجعل عندكم من جهتى ذروار يكون يدفع عنكم من يطمع فيكم. فوجد الخادم ومن معه فى ذلك فرجا كبيرا يمنعهم القتل. فنزل إليه الخادم من ذاته وجميع من معه. وتسلّم الدمستق البلد وجعل فيها ذروارا من قبله. وسار عن بيروت فنزل على طرابلس، وكان بها ريّان الخادم المقدّم ذكره الذى أخذ أبو محمود من على دمشق، وهو يومئذ فى خلق كثير من المغاربة.
فقاتلوا أشدّ قتال. فعمل على أن يبنى حولها ويرفع عليها العرّادات والمناجيق، وابتدأ فى البناية. فلحقته علّة، فرحل عنها إلى بلده، فهلك فى الطريق.
ولما تمكّن هفتكين من دمشق وكان قد نمّ (ص ١١٣) على ابن الماورد عند ملك الروم وقال هذا الذى لا يمكّنى من جباية مالك، فقبض عليه الدمستق واستصحبه معه فى حديث طويل أيضا هذا ملخصه.
فلما صفا أمر دمشق للهفتكين نفذ شبل بن معروف نحو طبرية.
فهرب من كان بها من المغاربة إلى الرملة، وقائدهم أبو محمود. فسارت العرب تطلب الأعمال، واجتمعوا وكثروا، وكان معهم رجالا من