ونزل حول مسجد إبراهيم. وخرج إليه الناس واستبشروا به، وكذلك ابن الماورد، وأخرجوا له الإقامة والعلوفات، وفرحوا به لإزاحة المغاربة عنهم.
وأقام هفتكين أيّاما بدمشق. وشاع خبر العدو. ووصل بعلبك جيوش الروم وافتتحتها. وأخذ أهلها أسرى. فلما بلغ هفتكين الخبر وعلم أنه لا قبل له بجيوش الروم أحسن التدبير والسياسة، واجتمع بالدمستق وعرّفه أنّ دمشق بلد خراب من المغاربة وإنما له بها أيام قليلة. وأحسن الكلام والتلطّف. فأعجب الدمستق أدبه ومخاطبته، وقرّر مال يأخذه، ولا يتعرّض لأهل دمشق. فكان ذلك. وأقام الدمستق على دمشق أيّاما من غير أن وصلت منه أذية لأهلها، حتى جبى له ثلاثون ألف دينار، فأخذها وترك الباقى لهفتكين، وعاهده وهادنه. فأعجب ذلك أهل دمشق من فعل هفتكين وحسن سياسته.
ورحل الدمستق ونزل بيروت. وكان بها خادم من جهة المغاربة يقال له نصير فى سبع مئة رجل من المغاربة. فاستعدّوا للقتال على الأسوار. فلما عاينوا كثرة جيش الروم علموا أن لا طاقة لهم بذلك.