من الشدّة والبأس والحديد وقد انضمّ بشارة فى تلك العدّة. فانقطع طمعه ورجع طالب بعلبكّ.
ثم إنّ بشارة الخادم أخذ هفتكين التركى وأتى به إلى أبى تغلب ابن حمدان فأقبل عليه وأقطعه المعرّات وكفر طاب، وأن يكون تبعا لأبى تغلب. فلم يلبث هفتكين أن ورد عليه رسول ابن الماورد رأس الشطّار بدمشق يقول له: تسير إلينا، فنخرج نحن من داخل البلد، وأنت من خارج على المغاربة وتملك البلد. فوقع ذلك الكلام بالموافقة لغرض هفتكين.
وكان لما بلغ المعزّ أحوال دمشق مع أبى محمود قد سيّر إلى نائبه بطرابلس يسمى ريّان الخادم يقول له: تتوجه إلى دمشق وتعزل عنها أبى محمود، وتأمره أن يكون بطرابلس. فلما وصل هفتكين إلى دمشق لم يجد بها أحدا من المغاربة.
وكان قد وردت الأخبار أن العدوّ من الروم وهو ابن الشمشقيق وهو يومئذ دمستق الرّوم، قد خرج يريد البلاد. ووصل هفتكين إلى ظاهر دمشق.
وذلك لأيّام بقيت من شعبان من هذه السنة، وهى سنة أربع وستين وثلاث مئة.