وركب العزيز إلى المقياس بالمظلّة، وعبر على الحمرا، فأمر ببناء القنطرة التى كانت متهدّمة. فشرع فيها. وهذه القنطرة كان بناها عبد العزيز بن مروان فى سنة تسع وستين ومئة. فتهدّمتّ. فجدّد العزيز بناءها.
واستقرّ بالوزارة أبو الفرج بن كلّس. وكان أصله كاتبا يهوديّا ضامنا لنفسه. وخدم كافور الإخشيدىّ، فحمد خدمته. وأسلم فى خدمته.
ثمّ سار إلى المغرب، وخصّ بخدمة المعزّ. فقدم حتى وزر.
وفيها مات القاضى أبو طاهر رحمة الله عليه.
وفيها قدمت القرامطة على هفتكين بدمشق. وكان الذى وافى منهم إسحاق وكسرى وجعفر. فنزلوا على ظاهر دمشق نحو الشماسية.
ووافى معهم كثير من العجم ممن كان من أصحاب هفتكين وقد تشتّتوا فى البلاد فى وقت وقعته على نهر دالى مع الديلم. فاجتمعوا إلى القرامطة بالكوفة فأكرموهم وأركبوهم معهم، وساروا بهم إلى دمشق، فكساهم هفتكين وأركبهم الخيول (ص ١١٥) وقوّى عسكره بهم. ولقى هفتكين القرامطة وحمل إليهم وأكرمهم وفرح بهم، وأمن من الخوف. وأقاموا على دمشق أيّاما ثم رحلوا متوجّهين إلى الرملة، وكان بها أبو محمود إبراهيم ابن جعفر الذى تقدم ذكره. فلما علم بهم تحصّن بيافا. فسارت