بالهروب إلى أنطاكية فى تلك الليلة. ثم إنّه استظهر بعد ذلك وقوى.
ونظر جوهر إلى أحواله تنقص وقد هجم الشتاء. وقد ذهب ما كان معه من الأموال، وصار أكثر جيشه رجّالة، وهلكت دوابهم، ولم يصل إلى شئ. فراسل يطلب الصلح والمهادنة من هفتكين. فلم يجبه إلى ذلك. ثم اتفق الحال بينهم على أن يرحل جوهر ولا يتبعه أحد. وكان قد اتصل بجوهر خبر الحسن بن أحمد القرمطىّ أنّه سائر إلى الشام. وورد إلى ابن عمه جعفر القرمطى كتابا من عنده بذلك.
ورحل جوهر عن دمشق يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى من هذه السنة. فلما صار إلى طبرية خرج الحسن بن أحمد من البرّية إلى نحو طبرية. وكان خبره قد وصل إلى جوهر. فقحم خيله حتى صار بالرملة. ثم نزل زيتون الرملة متحّصنا به من الحسن بن أحمد، وكان هفتكين قد سار من دمشق إلى الحسن بن أحمد. فلحقه وهو مريض. وتوفى الحسن بن أحمد فى الرملة. وقام بأمر القرامطة بعده ابن عمه جعفر، ثم اقتتلوا مع جوهر بقية سنة ست وستين. ثم انفسد الأمر بين هفتكين وبين جعفر القرمطىّ. فأخذ جيوشه وعاد إلى بلاده بالأحساء. وكان ابن الجرّاح محاديا لجوهر. فلم ير مع هفتكين