ما يحبّ، فانصرف عنه. وراسلته المغاربة فمايلهم. ولما اشتد الأمر بجوهر وكثر القتل فى رجاله خاف أن يهلك. فسار يريد الدخول إلى عسقلان ليكون المدد يجيئه فى البحر. وسار هفتكين يريده. فالتقوا، فاقتتلوا يومهم ذلك إلى الليل (ص ١١٨) ثم انصرفوا وأصبحوا فى اليوم الثانى فاقتتلوا إلى الليل، وأصبحوا اليوم الثالث فاقتتلوا. فانهزم جوهر وأصحابه وأخذهم السيف. فخلّوا عن عسكرهم ودخلوا عسقلان.
فأخذ من عسكرهم ما عظم قدره. فاستغنى منه ناس كثير. ونزل هفتكين على عسقلان فحاصر جوهر بها، ووردت الأخبار إلى العزيز نزار خليفة مصر، بذلك. فقال لوزيره: ما ترى؟ قال: أرى أن تخرج أنت بنفسك وإلاّ هلكت العساكر. فأقبل يجمع الجموع ويستخدم الجند المعطّلين من الإخشيدية وغيرهم، وأخرج الأموال وأنفق فى الجيوش.