أضحت إمارتهم فيهم وجوهرها ... عبيدهم وهم فى عرضها عرض
فليبك من كان فيهم باكيا أبدا ... فما لما فاتهم من ملكهم عوض
وما أحسن ما وصف دولتهم بعض البلغاء فقال:
«كانت الدولة السامانية كالدولة الساسانية طول مدّة وقلّة كفاء.
وما أشبّهها إلاّ بالسماء التى رفعها الله بغير عمد».
قلت: قد أنهيت القول فى جميع ملوك آل سامان كما انتهى القول فى جميع من تقدمهم من الملوك أرباب الدول وأصحاب الخول. وسقت هؤلآء الملوك من آل سامان على التوالى حتى لا يعود لنا التفات إلى غير ملوك مصر، كون هذا الجزء مختص بذكرهم دون غيرهم، إذ الشرط أن يكون كلّ جزء من هذا التاريخ يختصّ بدولة.
(ص ١٢٢) ولنعود إلى ما كنا عليه بمعونة الله وحسن توفيقه.
وفيها انتصر عزّ الدولة بختيار بأبى تغلب بن حمدان على قتال عضد الدولة فناخسرو. وسار فناخسرو إليهم، ولقيهم، فانهزموا وأخذ بختيار أسيرا فقتله. وانهزم أبو تغلب فدخل الزوزان. وسارا أخو بختيار أبو إسحاق وأبو طاهر ومرزبان بن بختيار إلى دمشق منهزمين من فناخسرو، وكانوا فى عسكر حسن. وكان هفتكين التركى