بطبريّة. فبعث إليهم بوزيره ابن الحمارة. فأنفق فيهم الأموال وحمل إليهم الإقامات وسيّرهم إلى الهفتكين. فاجتمع العسكران بطبرية فى اثنى عشر ألفا. فساروا يريدون الرملة، وسار العزيز يريدهم بجموعه.
فالتقوا بين اليهوديّة وكفر ساب. فحمل عليهم الهفتكين حملة بعد حملة.
فقتل منهم نحوا من مئة رجل. فأقبل عليه عسكر العزيز فى نحو من سبعين ألف، فلم يكن إلاّ ساعة حتى دخلوا عسكره وملكوا رحاله. فصاحت الديلم الذين كانوا معه: بهار بهار، يريدون الأمان الأمان. واستأمن أبو إسحاق ومرزبان بن بختيار، وقتل أبو طاهر، وأخذ كثير منهم أسرى. ولم يكن القتل فيهم بكثير. فلما انهزم عسكر هفتكين طلبوه فى القتلى أو الأسرى فلم يجدوه. فخفى عليهم أمره. وكان فى وقت الهزيمة أخذ نحو الجبل ببيت المقدس. فوقف به فرسه فنزل عنه. وحبس تحت شجرة، فعبر به رجل من العرب يقال له راهب لا حال له ولا شجاعة فيه. فأخذه أسيرا وسار به إلى ابن الجرّاح الطائى فشدّ عمامته فى عنقه وساقه إلى نحو العزيز.
قال صاحب هذا النقل: حدثنى أبو القاسم جعفر بن إسماعيل أنّ ابن الجراح قال: لما جئت بهفتكين إلى نزار (ص ١٢٣)