للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قد اتفق أنّ بادرس ملك الروم خرج من قسطنطينية فى عسكر عظيم يريد أرض الإسلام. وكان ابن الجرّاح لما نزل على أنطاكية خاف من الروم أن يقبضوا عليه ويشدّوه ويبيعوه إلى المغاربة أو لأبى المعالى ابن حمدان فيأخذه بما أسدى إليه من قتله أبى تغلب وإحراقه.

فكاتب عند ذلك بكجور خوفا على نفسه. وكان قد علم بخروج الروم. وكان بلتكين قد سرى خلف ابن الجرّاح حتى وصل عسكره إلى دمشق. وعلم أنّ ابن الجرّاح وصل أنطاكية. فرجع عن دمشق إلى حصن كان له فى أيام هفتكين نحو جبال الشراة يقال له الكرك.

فأخذه، وقتل من كان به. وكتب بذلك إلى مصر. فورد جوابه أن انزل على دمشق واجتهد فى أمر قسّام.

وتحقق قسّام ذلك وهو بدمشق. فجمع الرجال من الغوطة وغيرها ورمّ شعث السّور، وضبط الأبواب، ونصب العرّادات. ونزل بلتكين التركى دمشق، وذلك فى ذى الحجة من هذه السنة. وكان على العطاء بالجيش ميشا بن الفرّار اليهودى. فتلطّف فى أمر قسّام أن يجرى أمره على غير قتال فلم يمكنه. وكان مع قسّام بدمشق جيش من الصمصامة شبه والى (كذا) من تحت أوامر قسّام، ومعه طائفة من المغاربة.