للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السواد وطمّعه فى ضياع ابن كلّس الوزير وكاشف بالعصيان. وأخلى بشارة لابن الجراح السواد خوفا منه. فلما قارب منير السواد تباعد ابن الجرّاح إلى أعمال دمشق.

ثم إنّ بكجور جمع إليه بنى كلب واستعد للقتال. ونفذ منير سرية من بنى عقيل وفزارة فوقعوا على فرقة (ص ١٤١) من عرب ابن الجرّاح فأتوا عليها. ونزل منير الخادم على الفوّار شهرين ليس له جسارة على بكجور ولا على ابن الجرّاح. وكان ابن الجرّاح انهزم من سريتهم فطمعوا فيه. وكان المدبّر لعسكرهم ابن الفرّار اليهودى المقدم ذكره. فراسل بكجور: إنّا لم نجئ لقتالك، وإنما جئنا لنخرج ابن الجرّاح من العمل لفساده. فالواجب أن تكون أنت معين للسلطان عليه، ونسير بعد ذلك إلى حلب وأنطاكية.

فعلم بكجور أنّ ذلك خديعة له. وكان قد اشتدّ خوفه وقلقه من أهل البلد لما كان أسداهم من قبيح السيرة فيهم. فسيّر إلى ابن عليّان العدوى، فأتاه فى خيل ورجل. وأضاف إليهم بكجور ثلاث مئة رجل من <بنى> جعفر بن كلاب. وأنفذهم ولم يخرج من المدينة خوفا من أهلها لا يمنعونه من العود إليها. وبلغ منير وبشارة مسير القوم إليهم، فقدّروا أنّ بكجور وابن الجراح والجمع بأسره يأتيهم. فشدّوا