ووجد له من المماليك والعبيد والغلمان أربعة آلاف غلام، وثمان مئة حضيّة خارجا عن جوارى الخدمة.
وكان ابن كلّس هذا أصله يهوديا من أهل بغداد، صاحب دهاء ومكر، خبيرا بأحوال الناس، ذو ذكاء وفطنة وكتابة وعبارة.
ثم إنه خرج إلى الشام فنزل الرملة فجلس وكيل للتجار بها. فلما اجتمعت عنده جملة من أموال التجار أخذها وهرب إلى مصر. وكان ذلك فى أيام كافور الإخشيدى صاحب مصر يومئذ. وكان إذا دخل ضيعة تعرّف جميع أحوالها على صحّة. ثم كثرت أحواله بمصر فكان لا يسأل عن شئ من أمور القرى والضياع فى إقليمى مصر والشام إلاّ أخبر بذلك عن صحّة. فبلغ خبره كافور. فقال: لو كان هذا مسلما لصلح أن يكون وزيرا. فبلغه ذلك. فطمع فى الوزارة. فدخل يوم جمعة الجامع بمصر وقال: أنا مسلم على يد الأستاذ كافور.
(ص ١٤٤) فبلغ الوزير ابن حنزابة ما هو عليه، وما قصد أن يكون، وما قد طمع فيه، فقصده بالمكروه. فهرب منه إلى المغرب وقصد إلى يهودا كانوا مع أبى تميم، وهم المتولّين على أمره، فصارت له عندهم