للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن تكون نائمة فلذلك يتيقّضون (١) عامّة الليل لئلاّ يمرّون بها وهى نائمة فتخرق السفينة إن مرّت بها.

وذكر أيضا أنّ سمكة يقال لها بث الأصمّ يزعمون أنّها لا تسمع ولا تؤذّى أحد ولا تعيش فى الماء العذب وإذا الزقت بالسفينة لم تفاوتها حتى يبدو لها البرّ.

وذكر أنّ سرطانا يسمّى فشك يكون فى بلدة تسمّى شرارب قريب من سرنديب، وأنّها ما دامت فى الماء وهى حيّة يأكلونها فإذا خرجت صارت حجارة.

وزعموا أنّه رأى رجلا فى غبّ سرنديب (٢٣٧) فى موضع يقال له موزرة فى غياضها أراد أن يقطع خشبا لإصلاح مركبه فرأى جارية عريانة على طول أربعة أشبار صغيرة الفرج فى رأسها زغب وإنّها هربت منه، فلمّا وقف أقبلت تنظر إليه فلمّا عاود طلبها ضربت بيدها إلى بعض أغصان شجرة من تلك الأشجار الشاهقة الطول ثم تصلّقت (٢) فيها من غير أن تضع رجلها على شئ من تلك الشجرة فرجع عنها ثم إنّه حكى ذلك لأهل تلك البلدة وسألهم عن ذلك فقالوا له: إنّ عند ملكنا رجل منهم فذهبوا به حتى رآه فإذا هو مثل تلك الجارية التى رآها على قدّها وصورتها وخلقها، وذكره مثل ذكر الرجال إلاّ أنّه صغير، وزعموا أنّ مثله فى تلك الغياض كثير يأكلون ثمر الشجر والجوز واللون وما أشبه ذلك ولا يتكلّمون إلاّ صغيرا.

وذكر أنّه رأى بجزيرة بيومة التى منها إلى قشمير الهند مسيرة خمسة أيّام سنانيرا لها أجنحة كأجنحة الوطواط ولها شعر كشعر الخنازير وهى على صفة القطّ وهو السنّور.


(١) يتيقضون: يتيقظون
(٢) تصلقت: تسلقت