للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رواية عن ابن أبى الدنيا عن شعبة، قال: أخبرنى من رأى عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدّس الشرقى يبكى ويقول: من هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه رأى جهنّم ليلة المعراج، قال: وكذلك سمّى وادى جهنّم، ويحتمل أنّ الله تعالى أراه إيّاها فى تلك الليلة كما جلّى له بيت المقدّس، وذلك أبلغ فى إظهار القدرة ولأنّ النار حبس والحبس يكون فى جهة السفل بخلاف الجنّة فإنّها بستان والبستان فى جهة العلوّ.

وروى مجاهد عن ابن عبّاس فى تفسير قوله تعالى: {لَها سَبْعَةُ أَبْاابٍ»} (١)، قال: دركات بعضها فوق بعض، فأوّلها: جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.

قال ابن الجوزى رحمه الله: (٢) قرأت على شيخنا أبى اليمن زيد بن الحسن الكندى رحمه الله قال: قرأت على شيخنا أبى المنصور ابن الجواليقى (٢٣٩) رحمه الله قال: اشتقاق جهنّم من قول العرب: ركيّة جهنّام، بكسر الجيم إذا كانت بعيدة القعر.

وكذا قال فى الصحاح: (٣) جهنّم من أسماء النار التى يعذب الله بها عباده، قال:

ويقال: هو اسم فارسى معرّب، وركية جهنام بكسر الجيم والهاء، فأمّا لظى، فقال الجوهرى: (٤) هى اسم من أسماء النار معرّفة لا تنصرف وأصلها من اللهب، وأمّا الحطمة فمن الحطم وهو الكسر لأنّها تحطم ما تلقى، وأمّا السعير فمن التسعّر وهو التوقّد، وأمّا سقر فمن البعد ويوم مسقر ومصقر شديد الحرّ، وأمّا الجحيم،


(١) القرآن الكريم ١٥/ ٤٤؛ قارن الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٣٠
(٢) المعرب ١٠٧
(٣) الصحاح ٥/ ١٨٩٢ آ
(٤) الصحاح ٦/ ٢٤٨٣ ب