للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الجوهرى: (١) كلّ نار عظيمة فى مهواة فهى جحيم من قوله تعالى: {قالُوا اِبْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ»} (٢)، والجاحم المكان الشديد الحرّ، قال الجوهرى: (٣) وأمّا الهاوية فإنّما يقال: هاوية أى مستقرّه فى النار، قال: والنار تجمع الكلّ وهى مؤنّثة من ذوات الواو، وتصغيرها نويرة وجمعها نور وأنور ونيران.

وقد جاءت فى ذكر النار أحاديث قال: حدّثنا أحمد بن حنبل (٤) حدّثنا عبد الرزّاق حدّثنا معمر عن همام بن منبّه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ناركم هذه ما توقد بنى آدم جزءا واحدا من سبعين جزءا من حرّ جهنّم، قالوا:

يا رسول الله والله إنّها لكافية، فقال: إنّها فضلت عليها بتسعة وستّين جزءا كلّهن مثل حرّها، أخرجاه فى الصحيحين.

وفى الصحيحين (٥) أيضا بهذا الإسناد عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اشتكت النار إلى ربّها فقالت: يا ربّ أكل بعضى بعضا فنفّسنى فأذن لها أن تتنفّس نفسين نفسا فى الشتاء ونفسا فى الصيف فأشد ما تجدون من الحرّ فمن حرّ جهنّم وأشدّ ما تجدون من البرد من زمهرير جهنّم (٢٤٠) فى أخبار كثيرة.

قال أحمد بن حنبل (٦) بإسناده إلى حميد بن عبيد يقول: سمعت ثابتا البنانى يحدّث عن أنس بن مالك عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال لجبرائيل: ما لى لم أر ميكائيل ضاحكا قطّ؟ فقال: منذ خلق الله النار لم يضحك، أخرجه أحمد بن حنبل فى المسند،


(١) الصحاح ٥/ ١٨٨٣ آ
(٢) القرآن الكريم ٣٧/ ٩٧
(٣) الصحاح ٦/ ٢٥٣٩ آ
(٤) المعجم المفهرس ٥/ ١٥٨؛ صحيح البخارى ٢/ ٢١٩، بدؤ الخلق، باب ١٠؛ صحيح مسلم ٨/ ١٤٩، الحنة||ناركم-جهنم: ناركم هذا التى يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزء من حر جهنم صحيح مسلم
(٥) صحيح البخارى ٢/ ٢١٩، بدؤ الخلق، باب ١٠
(٦) مسند أحمد بن حنبل ٣/ ٢٢٤