دينارين ذهب عدد، وتأخذ منه خروف وتأمره أن يشقّه شقتين، وتأتى بحمّال يحمله على قفصه وتنصرف. فأقامت على ذلك برهة من الزمان. فأفكر ذات يوم وردان فى حال تلك المره، وكشف ذلك الذهب الذى اجتمع عنده منها فوجده جميعه ضرب عتيق لا يفهم ما عليه. فاختلج فى باطنه منها أنها (ص ١٨١) واصلة لا محالة. فاجتمع بذلك الحمّال الذى يحمل معها الخروف وسأله عن أمرها. فقال: والله يا معلم بأرى من هذه المرأة العجب، وذلك أنها لما تحمّلنى من عندك الخروف اللحم تأتى بى إلى إنسان راهب بقصر الشمع فتعطيه دينارين وتأخذ منه مروقتين خمر، وتعطيه دينارا آخر فيزن لها عشرين درهم، فتتحوّج بعشرة الدراهم <من> فاكهة ونقل وشمع وخبز قليل وحوايج طعام ما بين خضر وأبزار وحطب وتحمّلنى جميع ذلك إلى طرف بساتين الوزير من ناحية الجبل.
فتشدّ عينىّ بعصابتين شد جيد وتقبض بيدى وتمشى بى تقدير ساعة فلكّية فى حوادث وعرة، وأضع القفص على صخرة