كبيرة وآخذ من هناك قفص فارغ، وتعود بى إلى المكان <الذى> شدّت فيه عينىّ. فتحلّ العصايب وتعطينى العشرة الدراهم وتقول لى:
لا تقطع رزقك بيدك. فلما سمع وردان ذلك تحقّق عنده أنها واصلة بلا خلاف. فقال للحمّال: يا أخى والله لقد صدقتك بالله، لا تقطع رزقك بيدك، فنحن بنكسب عليها ما بنغرم. فأمسك ما معك.
ثم إن وردان تجهّز لها إلى حين ما حضرت إليه وأخذت الخروف اللحم على عادتها وانصرفت. فأوقف وردان صبيّه مكانه وتبعها بحيث احترز كلّ الاحتراز من أن تشعر به إلى حيث قضت سائر حالها، وخرجت من مصر وهو يتبعها محترزا، حتى إذا شدّت عينى الحمال وقادته وهو يتبعهما، حتى وصلت به إلى تلك الصخرة. فتوارى وردان خلف صخرة أخرى حتى أوصلت الحمّال إلى مكانه، وعادت فنقلت جميع ما كان فى القفص وانقطع خبرها. فوثب وردان إلى (ص ١٨٢) تلك الصخرة التى كان عليها القفص فوجد إلى جانبها طابق بسرداب بدرج نازلة. فنزل فيهم إلى دهليز مظلم، وفى آخره ضوء ظاهر.
فمشى حتى وصل إلى ذلك الضوء، فوجد على يمينه باب قاعة نيّرة، مليحة لا يعلم من أين يأتيها ذلك النور. فجلس فى حدّ الباب فى تلك الظلمة ينظر إلى صدر القاعة، فإذا فى صدر القاعة دبّ أسود كأنّه