قال: فتكلّمت فعاد الماء إلى ما كان عليه. وقالت: هيه وردان. افعل بى كما فعلت بالدبّ. فعندها مسكت بذوآئبها وذبحتها وتركتها إلى جانب الدّب.
ثم إنه أخذ من ذلك الدرّ والجوهر والذهب طاقة (ص ١٨٤) حمله، وجعله فى القفص الذى للحمّال، وغطّاه بخلقانه، وطلب الطريق. فلمّا صار بباب مصر إذ وثب له عشرة حرسيّة وقالوا له:
وردان لا تروّع، بل أجب الحاكم. وأحضروه إلى بين يدى الحاكم، فلما رآه قال له: وردان ذبحت الدبّ والعاهرة؟ فبهت وردان لذلك وقال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: أرينى قفصك. فنظره ثم غطّاه بما كان عليه، وقال: يا وردان هذا القفص نصيبك لا يعارضك فيه معارض، وإنما توجّه معى وسلّمنى الكنز.
ثم إنه ركب حماره وتوجّه معه إلى الكنز. فقال: يا أمير المؤمنين! انزل لتراه وتنظر إلى هول خلقة هذا الدبّ. فقال الحاكم: هيهات يا وردان! إنّك لا عدت تنظر لا الدبّ ولا المرأة، وهما كانا قربان هذا الكنز حتى تسهّل عليك الأخذ منه، وهو كان فتحه على صورتك، ولا يطيق ينزل له غيرك. انزل الآن واطلع لى بجميع ما فيه، ولا تتعرّض لصاحب السرير. قال وردان: فنزلت فلم أجد لا للدبّ ولا للمرأة أثرا ولا دما.