وأعظم. فاستيقظت المرأة على حسّ شخيره كالمجنونة، فنظرت وردان قايم على جثة الدبّ وفى يده السكين، ونظرت الدب وقد زالت رأسه عن بدنه. فصرخت صرخة كادت نفسها تفيض وقالت:
وردان عملتها ولا بدّ؟ فقال لها وردان: يا عاهرة! وما حملك على هذا الحراف، فرغت الرجال من الدنيا؟ فقالت: يا وردان هذا هو المكتوب والكائن المقدّر. وقد انتهى أجلى فاذبحنى كما ذبحت هذا الدبّ، فما بقى لى بعدها حياة فى الدنيا. فقال وردان: خافى الله عزّ وجلّ وتوبى إليه، وأنا أتزوجك فى الحلال ونعيش بقية عمرنا فى هذا الكنز، ويردّ الله عاقبتك إلى خير. فقالت: يا وردان لا تتعب واذبحنى ولا تطيل (كذا)، فلو أنّ غيرك من ساير خلق الله تعالى لما قدر أن يصل إلى هاهنا، ومتى لم تفعل ما أمرتك به أتلفتك، وإن فعلت نجوت بنفسك وبجميع ما فى هذا الكنز.
فقلت: وما فى قدرتك أن تفعليه بى؟ فنهضت إلى صحن فى وسط المكان فيه قليل ماء. قال: فتكلمت عليه، ففار الماء من ساير أجناب المكان، وصار فى لحظة إلى الخلخال. فقالت: وردان أدرك نفسك واذبحنى كما أمرتك وإلاّ هلكت بالغرق.
فقال وردان: أمسكى أيتها المرأة فأنا فاعل ما تأمرين.