للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج من اطفيح على حمارة له وتحته خرج فيه فول قد أحضره معه للمعيشة. فأذّنت عليه المغرب عند حلوان، فوجد امرأة مبرقعة ملتفّة برداء مسّاق (كذا)، جالسة على قارعة الطريق. فلما قرب منها كلّمته بكلام ليّن، وقالت: إنى امرأة ضعيفة وأرملة، وعندى صغار أيتام، وخرجت أستعطى لهم من قرى اطفيح حتى لا أعرف بمصر فإنى من بيت، وقد أعييت هاهنا، وأمسى علىّ الليل وأخشى من ولد زنا أو وحش يفترسنى، وأسألك أن تردفنى على دابتك إلى طرف مصر. فرقّ لها الرجل وأردفها خلفه، وهو لا ينظر إليها حياء من الله عز وجلّ.

فلم يشعر إلاّ ودابته تقمص من تحت. ثم إنها سقطت من تحته فنظرها فإذا بها قد أخرجت جوفها بمخالبها. فلما رآها الرجل كذلك لم يتمالك دون الهرب والنجاة بنفسه، واشتغلت فى الدابة عنه. ولم يزل الرجل على وجهه إلى أن دخل مصر، وهو لا يصدق بالنجاة. ثم بلغ خبره والى البلد فركب فى جمع له والرجل صحبته، وأتوا إلى المكان فوجدوا الدابة طريحة والخرج الفول إلى جانبها وقد أكل جميع جوفها.

ثم إن الناس اختشوا ذلك، وصنعوا الدروب على حارات مصر، وأوثقوا أبوابهم، ونفروا أهل ضواحى مصر.

ثم إنها عادت تتبع الموتى من الناس الطريّين فتنبش قبورهم وتمزّق أكفانهم وتأكل أجوافهم، ويأتوا أصحاب الميت فيجدون ميتهم