منبوشا موكولا (كذا) على شفير قبره. فامتنعوا الناس من الدفن بالقرافة لذلك، وعادوا يدفنون بصحراء الريدانية بظاهر باب النصر، ولم يكن قبل (ص ٢٠٦) ذلك يعرف هناك مقابر.
وكثرت فى أحوال هذا الشئ الأحاديث والخرافات والأقاويل من ساير الناس أضربت عن كثير منه.
وهذا الكلام وقعت عليه من كتاب يسمى «تحفة القصر، فى عجايب مصر»، منسوبا إلى العاضد آخر الخلفاء الفاطميين، وقعت عليه فى جملة معه وهو محروق أكثره، أظنه من كتب الخزانة التى احترقت، وذكر فيه من العجايب بمصر شئ كثير غير أن أكثرها مخرومة بالحريق. وهو كتاب حسن بخط منسوب جيّد التذهيب، وهو تأليف خليفة مطّلع فاضل لا يجمع فيه غير ما ثبت عنده.
وذكر فيه العروس التى كانوا أهل مصر يهدونها فى كل عام للنيل، وذلك فى الوقت الذى يرمون فيه إصبع الشهيد، وأن لم يزل ذلك مستمرّا عند القبط إلى حين ملكت المسلمين. فكتب بذلك عمرو ابن العاص إلى الإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فأنفذ الإمام عمر ورقة أو قال قطعة من أدم مكتوب فيها بخط يده أو قال بخط الإمام على بن أبى طالب كرّم الله وجهه.