هكذا ذكر صاحب هذا الكتاب أن الورقة كانت قطعة من أدم بخط الإمام علىّ عليه السلام يقول فيها:
بسم الله الرّحمن الرحيم أمّا بعد:
أيّها النيل المبارك. إن كنت تجرى بأمر الله فاجر لما أمرك الله، نفع الله بك.
قال: ورميت هذه الورقة عوضا عن تلك العروس التى كانوا يزينوها ويلبسوها أفخر الملابس ويرمونها، قال: فكان النيل فى تلك السنة أعمّ من كلّ نيل كان من قبله. فاستمر ذلك.
وذكر فى هذا الكتاب من عجايب مصر وكهنتها وسحرتها بصعيدها وبرابيها وعمايرها أشياء كثيرة، أكثرها مخرومة (ص ٢٠٧) بالحريق الذى حصل فى الكتاب، وآمل أنى أذكر بعض شئ فى هذا التاريخ من عجايب هذا الكتاب ممّا له أول وآخر بغير خرم إن شاء الله تعالى.
على أنى قد ذكرت فى أول جزء من هذا التاريخ من أحوال مصر ما فيه الكفاية، لما تضمنه ذلك الجزء الأول من العجايب التى لم تقع لأحد من قبل من أرباب التواريخ، وذلك لما كنت أيضا وقعت عليه من الكتاب القبطى الذى وجدته بالدير الأبيض بالوجه القبلى واستنسخت منه ما ضمنته لذلك الجزء، والواقف عليه يعلم صحة الدعوى إذا لم ينظر بعين الهوى.