للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما بلغ جلال الدولة السلطان ببغداد [انهزام شرف الدولة وحصره بآمد، لم يشك فى أسره ف‍] خلع على عميد الدولة ابن فخر الدولة [بن جهير] وسيّره إلى أبيه فى جيش كثيف ومعه من الأمراء قسيم الدولة آقسنقر والد الأتابك محمود بن زنكى. وكان الأمير أرتق قد رجع إلى السلطان لمنافسة وقعت بينه وبين فخر الدولة ثم توجهت الجيوش إلى الموصل ونازلوها وفتحوها سلميّا. ثم حضر السلطان بنفسه وكانت [بلاده الموصل، وديار ربيعة أجمع، ومدينة حلب و] سائر تلك النواحى بالجزيرة والفرات ومنبج وغيرهما.

قال ابن واصل: ثم إن شرف الدولة طلب الأمان من السلطان وحضر، وقدّم السلطان تقادم حسنة من جملتها فرسه المشهور المسمى بشّار، فسبق كلّ فرس كان عند السلطان فأعجبه، وأقبل على شرف الدولة وأعاده إلى ما كان عليه، وأعاد إليه الموصل.

وكان صاحب قونية وأقصرا وما يتّصل بهما من البلاد الرومية للملك سليمان بن قطلمش، وهو ابن عم السلطان جلال الدولة ملكشاه.

فقصد فى سنة سبع وسبعين وأربع مئة مدينة أنطاكية، وكانت يومئذ بيد الروم وكانوا ملكوها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.

قلت: وسيأتى ذكر ذلك متفصّلا فى تاريخ ما يأتى ذكره، لما فتحها السلطان الملك الظاهر البندقدار آخر وقت إن شاء الله.