وقرأ القارئ ({قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}) الآية. ورجع إلى مدينة زبيد، وقد حاز [من] الغنائم ملكا عظيما. ودخلها فى سادس عشر ذى القعدة من السنة المذكورة. وملكها وملك بلادها وبلاد تهامة.
ولم يزل كذلك حتى قتل فى سنة إحدى وثمانين وأربع مئة، بتدبير الحرّة، وهى امرأة من الصليحيّين فى خبر طويل، لا يمكن استيعابه.
ولما قتل الصليحىّ ورفع رأسه على عود المظلة كما تقدم، عمل فى ذلك القاضى العثمانى شعرا فمن ذلك:
بكرت مظلته عليه فلم ترح ... إلا على الملك الأجلّ سعيدها
ما كان أقبح وجهه فى ظلّها ... ما كان أحسن رأسه فى عودها
سود الأراقم قاتلت أسد الشرى ... وارحمة لأسودها من سودها
قلت: وكان الصّليحىّ شجاعا بطلا مقداما عالما شاعرا فمن شعره:
أنكحت بيض الهند سمر رماحهم ... فرؤوسهم عرض النثار نثار
وكذا العلا لا يستباح نكاحها ... إلاّ بحيث تطلّق الأعمار
وذكر العماد الإصبهانّى رحمه الله فى «الخريدة» من شعر الصليحىّ يقول: