اليوم بجسر بنى منقذ. وكانت القلعة يومئذ فى يد الروم، فحدثته نفسه بأخذها. فنازلها بقومه وعشيرته وتسلّمها بالأمان.
وقيل كان ذلك فى سنة أربع وسبعين وأربع مئة.
ولم تزل فى يد بنيه إلى أن كانت الزلزلة العظيمة، فهدمت القلعة ومات أكثرهم تحت الردم، وشغرت، فجاءها نور الدين محمود ابن الملك زنكى صاحب الشام فى بقية سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
وكانت هذه الزلزلة يوم الاثنين ثالث رجب من السنة المذكورة.
وتسلّم نور الدين القلعة وعمرها بعد ذلك.
وذكر القاضى بهاء ابن شدّاد صاحب «سيرة السلطان صلاح الدين» -رحمهما الله-فى السيرة المذكورة أنه جاءت زلزلة عظيمة بحلب، وأخربت كثيرا من البلاد. وأرّخ ذلك فى ثانى عشر شوال سنة خمس وستين وخمس مئة (ص ٢٤٣) وهذه زلزلة أخرى غيرها تيك، وسيأتى ذكرهما فى تاريخهما الآتى من الجزء التالى لهذا الجزء إن شاء الله تعالى.
وكان سديد الملك بن منقذ المذكور مقصودا جوادا شجاعا، وخرج من بنيه جماعة نجباء أمراء فضلاء كرماء. ومدحه جماعة من الشعراء كابن الخيّاط، والخفاجىّ، وشرف الدين ابن الحلاوى شاعر الموصل،