وعبد المحسن الصّورى، وغيرهم. وسيأتى بعد ذكره شيئا من أشعارهم، وكان له شعر جيّد. فمنه قوله وقد غضب على مملوك له وضربه، وكان كثير الشغف به فقال:
أسطو عليه وقلبى لو تمكّن من ... كفّىّ غلّهما غيظا إلى العنق
وأستطير إذا عاقبته حنقا ... وأين ذلّ الهوى من عزّة الحنق
وكان موصوفا بقوّة الفطنة. وتنقل عنه حكايات عجيبة. فمن ذلك ما ذكره الشيخ شمس الدين ابن خلكان رحمه الله فى تاريخه قال: كان يتردّد إلى حلب قبل تملّكه شيزر، وصاحب حلب يومئذ تاج الملوك محمود بن صالح بن مرداس، فجرى له أمر خاف سديد الملك على نفسه منه، فخرج من حلب إلى طرابلس الشام وصاحبها يومئذ جلال الملك ابن عمّار، فأقام عنده. فتقدّم صاحب حلب إلى كاتبه أبى نصر محمد بن على بن النحاس أن يكتب إلى سديد الملك كتابا يتشوّقه ويستعطفه ويستدعيه إليه. وفهم الكاتب أنّه يقصد له شرّا. وكان صديقا لسديد الملك فكتب الكتاب كما أمر إلى أن بلغ إلى إن شاء الله تعالى فشدّد النون وفتحها.
فلما وصل الكتاب إلى سديد الملك عرضه على ابن عمّار صاحب