الحاجب مملوكك، فقد وهبته لك، والله لئن تركته أو خرج من يدك بغير رضاك لأضربن رقبتكما جميعا. فأخذ السوادى هذا الحاجب وأخرجه يقوده بين العساكر. فاشترى الحاجب نفسه من السوادى بثلاث مئة دينار (ص ٢٥٠) وعاد السوادى إلى السلطان وعرّفه أنه أباعه نفسه بطيبة من قلبه، ثم إن السلطان طرد الحاجب ونفاه عنه.
ومنها أنّه سار من جيحون إلى أنطاكية، ما قدر أحدا من عسكره يتعرّض لعلّيقة بغير ثمنها، ولا كفّ من تبن. وتوفى رحمه الله وهو على هذه السنّة من العدل. وسيأتى من خبره أيضا وبعض محاسنه ما يليق أن يذكر بموضعه.
وفيها ركّب باب زويلة على بابه.
وفيها نافق منير الدولة بصور، ووصل فى رجب أسير، وقتل وسائر من نافق معه.