وقال لذلك العدل: أنا أعلم خاصتك بأمير الجيوش فإذا خلوت به فادفع هذه الرقعة إليه. فأخذها وتشاغل عنها للأجل المحتوم والأمر المقدّر. فلما قتله وفرط فيه الفرط ذكر ذلك العدل تلك الرقعة فأوصلها للأفضل. فلما قرأها قال له: أفّ لك! والله لو دفعتها إلىّ قبل قتله ما قتلته. ثم طلب ذريّته وأسدى لهم خيرا.
ولم يزل الأفضل بالإسكندرية حتى وطّدها واستقرّت أحوالها وكرّ راجعا إلى القاهرة وصحبته نزار والأفتكين. فأشهر الأفتكين على جمل ثم قتل، وابتنى على نزار حيطين فهو بينهما والله أعلم.
وفيها وصل أتابك طغتكين من خراسان إلى دمشق.
وفيها توفى أبو يوسف القروى المعتزلى، وهو مصنف تفسير القرآن فى سبع مئة مجلد (ص ٢٥٥).
وفيها كسرت الفرنج أمير الجيوش الأفضل بالساحل ورجع إلى القاهرة فى نفر قليل.