وهى تسرع به المشى من غير أن تكلّفه لضربها. فأعجبه منها ذلك، واستمر كذلك إلى بساتين الوزير، فعرّجت طالعة نحو الجبل وهى تسرع أشدّ إسراع، ولا عاد يقدر على منعها. فلم تزل به كذلك إلى أن وصلت به فى الجبل إلى مكان فيه مدود مبنى وبه أثر شعير وتبن وقصريّة وجرّة ومقود بهيمة مشدود إلى مكتوم. فوقفت على ذلك المدود. فتعجّب الأحدب ونزل من عليها، فوجد إلى جنب المدود طابق بدرج، فجعل البهيمة فى ذلك المقود ونزل فى تلك الدرج، فأوصلته إلى قاعة حسنة بأربع أواوين متقابلة، فيها من الأموال ما لا يحصره لسان. ووجد فى زاوية المكان شعير وتبن فأخذ منه كفاية الهيمة وطلع أرماه لها، ونزل وصار يرقص ويصفّق وقد خرج من عقله فرحا. ثم إنه نظر إلى زنبيل معلّق فحطّه فوجد فيه مأكول مشوى وخبز وحلوى. فأكل، وفى وسط تلك القاعة بركة ماء كأحلى ما يكون وأعذب، (ص ٢٦٩) فشرب منه، وسقى البهيمة، وأخذ من ذلك الذهب فى خرجه شى تطيق البهيمة حمله، وركب وعاد إلى مصر مع عشى (كذا). ثم إنه اكترى قاعة حسنة فى