مكان لا يعلم به، وصرف من الذهب قليل، وعاد يكسى (كذا) تلك القاعة أوّل فأوّل، حتى أعادها كأحسن ما يكون من آدر الأمراء الكبار، وكذلك صنع لنفسه من كلّ ملبوس حتى يلبسه إذا خلا بنفسه فى تلك القاعة، وهو مع ذلك لا يفارق ما كان عليه من خلقانه وهو فى دكّانه على حاله، ويعاود المكان ينقل منه أوّل بأوّل.
قال: وكن جوارى الأفضل إذا أردن الجواز إلى الحمّام عبرن من عليه، وكان فيهن جارية من حضاياه تعبث بالأحدب إذا مرّت به وتضحك عليه، فيقول لها: والله لو زرتنى لنظرتى (كذا) عندى ما لا نظرته عند الأفضل. فلما تكرّر عليها القول قالت: يا أحدب تقول هذا الكلام هزل أم جد؟ فقال: لا والله يا نور عينى ما أقوله إلاّ جد. فقالت: جهّز أمرك لمثل هذا اليوم أنا عندك.
فلما كان ذلك اليوم حضرت إليه متنكّرة وحدها، فأخذها وأتى بها القاعة، فنظرت إلى زىّ حسن، ثم قدّم لها مأكل عنده ومشروب فى أوانى عجيبة، لم تنظر عند الأفضل مثلها. وقدّم لها كيس فيه ألف دينار. وأقامت عنده إلى آخر النهار، وخرجت إلى منزلها وقد