وذكر أنّ بعض حاشية المستنصر اطّلع على أمر هذا الكنز فكتب إلى المستنصر رقعة يسأل المثول فى خلوة من الأفضل. فبينا هو يحدّث المستنصر عن الكنز وسببه ووصول الأفضل إليه لم يشعر إلاّ وهو قد دخل على المستنصر بغير إذن. وكان الأفضل إذا غضب على أحد قطع سائر أعضائه. فنظر إلى ذلك الرجل وهو يحدّث المستنصر عن الكنز، فأشار إليه أن لا بدّ ما أقطع أعضاءك. فلم يزل الرجل فى حديثه حتى انتهى. وقال: فإنى كذلك يا أمير المؤمنين، وإذا بحيّة عظيمة خرجت علىّ من ذلك الكنز فصرخت صرخة عظيمة أنبهتنى زوجتى، فانتبهت مرعوبا. فقال المستنصر: ما هذا ويلك؟ أكان ذلك رأيته فى منامك؟ قال: نعم يا مولانا. فقال قبّحك الله! اصفعوه. فقال الرجل: الحمد لله! بالتصفيع ولا بالتقطيع.
(ص ٢٧١).
وسيأتى من ذكر الأفضل عند وفاته شيئا آخر إن شاء الله.