وفيها ولد السلطان صلاح يوسف بن أيوب بن شادى بن مروان بمدينة تكريت.
وفيها سألت الأجناد المصريون الحافظ أن يجعل ولده حيدرة المسمّى بحسن واسطة بينهم (ص ٢٨٦) وبينه، وأخرجوا الأمير حسن من القصر الغربى بغير رضى الحافظ وألزموه أن يوليه. فقال لهم: رضيتموه.
فقالوا: نعم. وظلّ يراوغ بهم الأمر تسعة أشهر، فلما غلب سلّط عليهم السودان. وكان لهم زعيما يعرف بالأحاوى. فقتلوا من الجند خلقا كثيرا، وكانت فتنة كبيرة، وأبدعوا (كذا) السودان فيهم وأخرجوهم من مواطنهم وبيوتهم، وحشروهم فى طرف القاهرة بالحارة المعروفة بالبرقية أيّاما، واستولى السودان على القاهرة. فخرج بعض الجند إلى المحلّة مستصرخا بالوالى. وكان واليها يومئذ رجلا أرمنيّا وهو بهرام الأرمنى المقدّم ذكره. وكان رجلا سليم الباطن جيدا فى نفسه.
وكان نصرانيّا على دينه، باقيا على ملّته، فانضوى إليه جماعة من الجند والعساكر مع جند الأرياف، وسار طالبا للقاهرة. فوصل إليها، فغلّقت الأبواب فى وجهه، فأحرق باب القنطرة، وباب الخوخة، وباب سعادة، وباب زويلة، وباب البرقيّة، ودخل ووضع السيف