للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفى شهاب الدين صاحب قلعة جعبر، وتولّى ولده شرف الدولة.

وفيها تسلّم أتابك زنكى الرقّة من زعيم الدولة.

وفيها طلع سحاب أسود أظلمت الدنيا منه، حتى صار الوقت كالليل المظلم، طلع بعده سحاب أحمر، فاحمرّت الدنيا منه، حتى عاد الجو كأنّه نار تشتعل، وكان قد هبّ قبل ذلك ريحا عاصفا وأهلكت شئ كثير من الشجر. ولم يزل كذلك إلى الليل، فمطرت مطرا عظيما إلى أن زادت منه الأنهر، وكادت دمشق تغرق، وكان ذلك فى الرابع والعشرين من أيّار. والله أعلم.

قال ابن واصل: فى هذه السنة-[أعنى سنة ثلاثين وخمس مئة]- كانت البيعة للمقتفى لأمر الله ببغداد. وذلك أن المسترشد قتل وبويع الراشد ببغداد، فلم يوافق على ذلك السلطان مسعود وقال: هذا يكون كاينة فى معاندتنا. وأجمع رأيه مع كبار الدولة على المقتفى. وكان الراشد قد أرسل إلى أتابك زنكى يستقدمه، وجعل له الشحنكية ببغداد، والملك والسلطنة لألب أرسلان الذى عنده. فلما قدم أتابك زنكى واتقع (كذا) مع السلطان مسعود وانكسر ورجع هاربا. فلما كان ذلك خرج الراشد من بغداد هاربا ولحق بأتابك زنكى بالموصل