رحل طالبا شيزر، ونزل عليها، فخرج عليه سيف الدين سوار ابن ألدكز فى خيل من عسكر حلب، فخلّص الأسرى جميعهم ما خلا ولده وكان فى جملة الأسرى، وكانوا ثلاث مئة وخمسين نفرا.
ثم رحل ونزل بزاعة وتسلّمها من الفرنج.
وفيها زلزلت الحيرة عشر فراسخ فى مثلها وأهلكت ألف إنسان، وخسف بها وصار مكانه ماء أسود، وقدموا الغايبين من أهلها ولازموا البلد يبكون على أهاليهم وأموالهم التى عدمت لهم فى ذلك الخسف.
وذكر أبو العلاء القلانسى أنّها كانت عامة، وأنها كانت فى حلب أقوى وأعظم، فإنها تواترت ثمانين مرة فى يوم وليلة، ورمت أبراج القلعة وأسوار البلد، وهرب جميع أهلها إلى ظاهرها.
فهذه الزلزلة التى ذكرناها فيما تقدم ونبهنا على أمرها فإنها غير زلزلة شيزر المقدّم ذكرها أيضا.
وفيها قتل الأمير شهاب الدين محمود بن بورى بن طغتكين صاحب دمشق ليلة الجمعة لثلاث بقين من شوّال، قتله غلامه البقش ويوسف الخادم والفرّاش الخركاوى، وصبيحة قتله وصل أخوه جمال الدين محمد بن بورى وملك دمشق، وقام بتدبير دولته الأمير معين الدين