للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجّهوا إلى خاقان ملك الخطا مستصرخين به ومستجيرين بسلطانه.

فحشد خاقان جموعه وجيوشه فى سبع مئة ألف مقاتل، وانضمّ خوارزم شاه إليه لمصاهرة كانت بينهما ومعاداة بين سنجر سلطان وبين خوارزم شاه. وكان عدّة عسكره خمسين ألف مقاتل، فلما بلغ سنجر سلطان ذلك حشد وجمع جموعه وقطع النهر فى ثلاث مئة ألف مقاتل، والتقوا فى صحراء سمرقند، وكان يوما عظيما لم ير مثله فى جاهلية ولا إسلام، واقتتلوا ثلاثة أيّام ليل نهار، فانكسر سنجر سلطان وانهزم، وهرب فى ستة نفر، وأسروا زوجته وأولاده، وهتكوا حريمه، وقتل عامة أمرائه، وقتل من أعيان دولته نحو المئة ألف.

ودخل خوارزم شاه إلى بلخ، ونهب وقتل وسار. ومضى سنجر سلطان إلى فرهد (كذا) فلما دخلها لم يجد بها أحد (كذا) فسأل عن ذلك فقالوا: قتلوا جميعا. (ص ٢٩٤) وأخذت خزائنه وأمواله وذخائره، وأقام أيّاما لا يأكل ولا يشرب. فهذه وقعة سمرقند المشهورة. والله أعلم.

قال ابن واصل: إن فى سنة ست وثلاثين تسلم أتابك زنكى إربل، وكانت إربل وجميع أعمالها لأبى الهيجاء الكردى الهذبانى ولورثته من بعده، ثم تغلّبت دولة الأتراك السلجوقية عليها وعلى غيرها، وتنقلت إلى أن صارت للسلطان مسعود بن ملكشاه، وهو يومئذ