صاحب بزاعة قبل أن تصير إليه السلطنة. وكان <فيها> نائب من قبله، فسار إليها عماد الدين أتابك زنكى ونازلها فى هذه السنة المذكورة، أعنى سنة ست وعشرين وخمس مئة، فسار إليه السلطان محمود من مراغة، فرحل عنها عماد الدين فترك الزاب وترددّت الرسل بينهم إلى أن استقرّ أن يسير عماد الدين فى خدمة السلطان مسعود ليجلسه فى السلطنة، ويكلّف الإمام المسترشد أن يخطب له، ويسلّم إليه السلطان إربل.
فتسلّمها على ذلك الشرط. فسلّمها عماد الذين لزين الدين كوجك، ثم سار عماد الدين إلى بغداد غربىّ الماء، وسار السلطان مسعود شرقىّ الماء، وتواعدا أن يلتقيا ببغداد. فوصل من بغداد قراجا الساقى وكبس عماد الدين، فكسر العسكر وأسر كلّ من فيه، ولم ينج سوى عماد الدين فإنه قطع الشطّ فى زورق وهو مجروح، فوصل إلى الموصل.
واستقرّت حلب فى يد زين الدين كوجك وولده بعده إلى آخر أيّام الملك المعظّم مظفر الدين كوكبورى حسب ما يأتى من ذكره.
قال ابن واصل: فى هذه السنة، أعنى سنة ست وثلاثين وخمس مئة، ملك عماد الدين أتابك زنكى الحديثة، ونقل من كان بها [من آل مهراش] إلى الموصل.
وفيها خطب لعماد الدين بمدينة آمد، ودخل صاحبها فى جماعته،