كرّم الله وجهه، وأقام معالم الإسلام والحدود والأحكام على الوجه المرضىّ من الشرع، مع السياسة الكاملة، وأمر من ترك الصلاة ثلاثة أيّام أن يقتل، وأزال ساير المعسكرات، ونهى عن جميع المنكرات، وكان يصلّى بنفسه بالناس الصلوات الخمس، ويقرأ فى كلّ يوم سبعا من القرآن، ويصوم الخميس والاثنين، ويلبس الصوف. وسيأتى ذكر مبتدإ أمره ونسبه وما لخّص من أخباره فى الجزء الذى يتلو هذا الجزء، عند ذكر وفاته إن شاء الله تعالى.
ورأيت فى بعض مسوداتى أنّ عبد المؤمن هذا الذى دخلت عليه حفصة بنت الحاج الشاعرة فقال لها: أنت حفصة الشاعرة؟ قالت: نعم، أصلحك الله. قال: أرينا شيئا من شعرك. فارتجلت تقول:
امنن علىّ بطرس ... يكون للدهر عدّه
تخطّ يمناك فيه ... والحمد لله وحده
وكانت علامته على المناشير والتوقيع: الحمد لله وحده. فحسن ذلك الموقع منها. فكتب لها توقيعا بضيعتها وأكرمها.
ومن ذلك فى ذكر حفصة الشاعرة المذكورة أن اتفق أنّه بات معها فى محاضرة وأدب أبو جعفر بن عبد الملك فى حور مؤمل، وهو أحسن أماكن النزهة بمدينة غرناطة.