للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أبو جعفر:

رعى الله يوما لم يرح بمذمّم ... عشيّة وارانا بحور مؤمل

وغرّد قمرىّ على الدوح وانثنى ... قضيب من الريحان من فوق جدول

ترى الروض مسرورا بما قد بدا له ... عناق وضمّ وارتشاف مقبّل

فأجابته بما لا يخفى إحسانها فيه على كل حاذق تقول: (ص ٢٩٧)

لعمرك ما سرّ الرياض بوصلنا ... ولكنّه أبدى لنا الغلّ والحسد

ولا صفّق النهر ارتياحا لقربنا ... ولا صدح القمرىّ إلاّ لما وجد

فلا تحسن الظنّ الذى أنت أهله ... فما هو فى كلّ المواطن بالرّشد

فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه ... لأمر سوى كيما يكون لنا رصد

وكانت أيضا بغرناطه نزهون الشاعرة. فهى ذات يوم تصحّح شئ (كذا) من اللفاظ العربية (كذا) على الشيخ أبو الحسن ابن أصحا الأعمى المخزومىّ، وكان أوحد أهل المئة السادسة فى علم العربية، وشاعرا مطبقا هجّاء فاضحا. فدخل عليه أبو بكر الكتندىّ ونزهون بين يديه، وكانت من الجمال بالموضع الوافر، فقال أبو بكر مستنطقا للأستاذ أبى الحسن:

لو كنت تبصر من تكلّمه