فأفحم الأستاذ ولم يقدر أن يجيزه. فقالت نزهون ارتجالا:
لغدوت أخرس من خلاخله ... البدر يطلع من أزرّته
والغصن يمرح فى غلائله
ونزهون هذه التى استأذن عليها ابن قزمان المشهور بالإجادة فى الأرجال، فقالت له الجارية: من أنت حتى أستأذن لك: فقال قولى لستّك رجل من أخصّ أصحابك. فلما أعلمتها قالت: ارجعى إليه وقولى له: بالسين أو بالصاد؟ فأعادت عليه. فقال قولى لها: بصاد مثل كسّك.
وكان فى غرناطة أيضا فى المئة السادسة حمدة بنت زياد القائلة وقد خرجت إلى بسيط غرناطة مع نساء، فيهن من تميل إليها. فلعبن وسبحن فى تلك الأنهار المتفرّقة. فقالت حمدة فى ذلك:
أباح الدمع أسرارى بواد ... له فى الحسن آثار بوادى
فمن نهر يطيف بكلّ روض ... ومن روض يرفّ بكلّ واد
ومن بين الظباء مهاة أنس ... لها لبّى وقد سلبت فؤادى
لها لحظ ترقّده لأمر ... وذاك الأمر يمنعنى رقادى
إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر فى أفق السواد