ولما أبى الواشون إلاّ فراقنا ... وما لهم عندى وعندك من ثار
وشنّوا على أسماعنا كلّ غارة ... وقلّ حماتى عند ذاك وأنصارى
لقيناهم من ناظريك وأدمعى ... ومن نفسى بالسيف والسّيل والنار
قال ابن واصل: ولما كان فى سنة إحدى وأربعين قصد عماد الدين قلعة جعبر، وصاحبها يومئذ [مالك بن] سالم بن مالك العقيلى، وحاصرها، وسيّر إلى صاحبها رسولا يقول له فى جملة رسالة: من يمنعك عنى؟ وكان الرسول الأمير حسّان صاحب منبج لمودّة كانت بينهما.
فلما أدّى الرسالة وقال له: يقول لك من يمنعك منى، فقال يمنعنى منه الذى يمنعك من الأمير بلك.
قصد بقوله أنه لما نازل بلك بن بهرام بن أرتق منبج، بعد أن أسر حسّان هذا وهو صاحبها يومئذ، ولم يبق إلا أخذها، فجآءه سهم فوقع فى نحره فأهلكه وخلص حسّان منه.
فكانت واقعة عماد الدين على قلعة جعبر كذلك، فإنّه أقبل عليها وخلصت من حصاره حسبما يأتى من ذكر ذلك فى الحاشية الأخرى من الوجه الآخر.