قلت: وقد ورد عن الله تعالى حكاية يقول: أنا الله ربّ مكّة، وعزّتى لا أقمت لمقدّر أمرا.
وقيل: إنه كان فى أتابك فى أوّل مبدإه ظلم، فسمع ليلة وهو نازل بحماة شخصا يغنى على شاطئ العاصى:
اعدلوا ما دام أمركم ... نافذا فى النفع والضرر
واحفظوا أيّام دولتكم ... إنكم منها على خطر
قال: فبكى، فتبدلت نيته.
قال ابن واصل: وفى سنة إحدى وأربعين قتل أتابك زنكى وهو محاصر لقلعة جعبر. دخل عليه صبى من غلمانه إفرنجى اسمه برتقش مع جماعة من مماليكه فقتلوه على فراشه وهربوا فى الوقت إلى قلعة جعبر. وكان ذلك ليلة الأحد لستّ مضين من ربيع الآخر، واستولى على الأمر بعد قتله ألب أرسلان السلجوقى الذى كان يدّعى أتابك زنكى أنه أتابكه. فدبّر عليه الوزير جمال الدين [الاصفهانى] مع صلاح الدين الياغسيائى وأحضروا سيف الدين غازى، وهو أكبر أولاد أتابك زنكى، وسلّموه الموصل، وملّكوه عوضا عن أبيه، وأعملوا