الحيلة على ألب أرسلان حتى دخل الموصل فقبض عليه وكان آخر العهد به.
وملك نور الدين محمود حلب، وهو نور الدين أبو القاسم محمود الشهيد حسبما يأتى من ذكره.
[ولما قتل عماد الدين أتابك زنكى رحمه الله قال الأمير مؤيد ابن منقذ: وكأنّ الشاعر المتنبى رثاه بقوله:
وقد قاتل الأتراك حتى قتلنه ... بأضعف قرن فى أذلّ مكان
ومن بعض ما يحكى عنه من قوة منطوية أنه مما امتحن به بعض علمائه أعطاه يوما فى تسليمه خشكنانكه وقال له: احفظ هذه.
فبقيت نحوا من سنة وهى لا تفارقه سفرا وحضرا، خوفا أن يطلبها منه. فلما كان بعد ذلك قال له: أين الخشكنانكه؟ قال: فأخرجها له من منديل ثم قدّمها بين يديه. فاستحسن ذلك منه. وقال:
مثلك ينبعى أن يكون مستحفظا بحصن. وأمره حينئذ بدزدارية قلعة كواشى. فبقى فيها ذلك الطشتدار إلى أن قتل عماد الدين.
ومن جملة حزمه أنه تفرّس فى الأمير بهاء الدين ياروق التركمانى الشجاعة فجعل له ولاية حلب. فكان ياروق وأصحابه حصن حلب المانع حتى ضربت بشجاعته الأمثال.